الثروة النباتية - اولى أهل فلسطين اهتماماً كبيراً بزراعة العنب منذ عهد الكنعانيين، وتدل على ذلك معاصر النبيذ الحجرية القديمة، التي ما زالت آثارها ظاهرة للعيان في مختلف المناطق الفلسطينية، حيث أصبح العنب  يشكل إرثاً حضارياً وثقافياً ورمزاً في تراث الشعب الفلسطيني.

اهتم الفلسطينيون بزراعة العنب وتصنيع منتجاته وتفنن البيت الفلسطيني بإنتاج العديد من منتجاته الغذائية وأهمها الدبس والعنطبيخ والزبيب والملبن.

ويساهم العنب بحوالي 12% من مجمل الإنتاج الزراعي ويحتل المرتبة الثانية بعد الزيتون من حيث كمية الإنتاج، وتقدر مساحة الأراضي المزروعة بكروم العنب بأكثر من 80 ألف دونم منها حوالي 45 ألفاً في محافظة الخليل و15 ألفا في محافظة بيت لحم. وتقدر كمية الإنتاج السنوية من هذا المحصول بحوالي 80 ألف طن سنويا، وحسب الإحصاء الزراعي لجهاز الإحصاء الفلسطيني المركزي في نهاية عام 2010 هناك 1,449,262 شجرة عنب في كافة الأراضي الفلسطينية منها 1,243,712 في الضفة الغربية و 205,550 في قطاع غزة.

اشتهرت منطقة الخليل بزراعة العنب وارتبطت جودته باسمها وتنوعت أصنافه لتزيد عن 15 صنفاً، ومن أشهر المناطق التي يزرع فيها العنب محافظتي الخليل وبيت لحم خاصة في الخضر، وبيت أمر، وحلحول، والعروب، وسعير، والشيوخ، ودورا.

أهم الأصناف المزروعة من العنب:

ينتشر في فلسطين ما يزيد على خمسين صنفاً من العنب، وجميعها مستخدمة كعنب مائدة وعصير وصناعة الزبيب والملبن والمربى، وأهم الأصناف المزروعة ذات العائد الاقتصادي:

أولاً: الأصناف البيضاء:

1- الدابوقي (البلدي):

متوسط النضج، من أكثر الأصناف انتشاراً في فلسطين وأفضلها استخداماً كعنب مائدة، وعصير وعمل الزبيب والملبن والمربى والخل، وأكثر ملائمة للظروف البيئية المحلية وتحملاً لظروف الجفاف وارتفاع نسبة الكلس في التربة، أشجاره قوية النمو، الأوراق مزغبة من الأسفل بزغب أبيض، لونها أخضر داكن، تلائم كل أنواع الأتربة، تستجيب شجرة عنب الدابوقي لكافة أنواع التربة يستجيب للتقليم القصير، ثماره بيضاء شمعية، تميل إلى الإصفرار حساسة للنقل لقلة سماكة قشرة الثمرة، يمكن تأخير الثمار على الشجرة لفترة طويلة، تنضج الثمار في أواخر شهر آب وبداية أيلول.

2- الجندلي:

شجرته تشبه الدابوقي، ولون ثماره أصفر قليلا، ثماره كروية متراصة صغيرة الحجم نسبياً وبذوره قليلة، صنف متأخر النضج متوسط الانتشار عناقيده الثمرية مستطيلة ذات أكتاف طويلة قد تصل إلى أكثر من نصف طول العنقود ويمكن صناعة الزبيب الجيد من ثماره.

3- الزيني:

متوسط النضج واسع الانتشار، يشبه الدابوقي إلى حد كبير، إلا أن عناقيده كبيرة ممتلئة متوسطة التراص، الثمار مستطيلة بيضاء مصفرة ذات قشرة متوسطة السمك وذات لب عصيري متوسط القوام، البراعم القاعدية على القصبات مثمرة، يستجيب للتقليم الطويل غزير الإنتاج، من أصناف المائدة المرغوبة.

4- البيروتي:

أشجاره قوية، الأوراق ناعمة الملمس من السطحين حساس جداً للبياض الدقيقي، بحاجة إلى تربة مخدومة جيداً ذات صفات حسنة، يقلم تقليماً طويلاً، ثماره كروية إلى مستطيلة الشكل ذات لون أبيض شمعي وجلدتها سميكة، من أصناف المائدة المرغوبة والتي تباع بأسعار مرتفعة، لا تستخدم في الصناعات المحلية.

5- الحمداني:

متأخر النضج، متوسط الانتشار، عناقيده الثمرية مخروطية الشكل مائلة إلى الإستطالة، متراصة الثمار، الثمار مستديرة وذات قشرة أكثر سمكاً من ثمار الدابوقي، ونسبة اللب بها عالية، بذورها صلبة وعددها من 2-4، لون الثمار أصفر إلى أصفر مخضر، ونسبة السكر بها عالية عند اكتمال النضج، وهو يصلح للأكل والعصير وصناعات محلية أخرى.

 6- المراوي:

متأخر النضج، متوسط الانتشار يشبه الحمداني من حيث شكل الثمار وسمك قشرتها ومحتواها من اللب والعصير وعدد البذور، عناقيده متوسطة إلى كبيرة الحجم متناسقة الشكل والحجم، درجة تزاحم الثمار في العناقيد أقل عنها في الحمداني، براعم القصبات القاعدية مثمرة، لكن به صفة اختلال السكر بعد النضج، فيصبح طعمه غير مرغوب أحياناً.

7- الفحيصي (المطرطش):

صنف متأخر النضج، قوي النمو، عالي الانتاج، متوسط الانتشار، عناقيده كبيرة مخروطية مستطيلة مجنحة، الثمار دائرية كبيرة وردية يتخللها بقع بنفسجية وبقع خضراء مصفرة، حجم اللب كبير، قليل العصير ونسبة السكر فيه متوسطة.

ثانياً: الأصناف السوداء:

1- الحلواني:

صنف ممتاز مرغوب محلياً ومتأخر النضج، قوي النمو، غزير الانتاج، ويمكن تأخيره، عناقيده كبيرة مخروطية الشكل إلى مستطيلة ذات أكتاف، الثمار كبيرة مستديرة حمراء اللون، قشرتها رقيقة إلى متوسطة السمك، اللب لحمي متماسك والبذور صغيرة، يتحمل النقل والتخزين بدرجة كبيرة، يقلم على دوابر ثمرية طويلة عليها خمسة إلى ستة عيون.

2- البيتوني:

متوسط النضج، واسع الانتشار، يمكن تأخيره يشبه البلوطي في مواصفاته إلى أن عناقيده أكبر حجماً وذات شكل مخروطي، الأوراق ناعمة، حساس للأمراض الفطرية وخصوصاً مرض البياض الدقيقي، الثمار سوداء بها عدد من البذور كروية إلى متطاولة الشكل، اللب صلب القوام حلاوتها عالية، مرغوب للاستهلاك الطازج.

3- الشامي:

صنف متأخر النضج، واسع الانتشار، قوي النمو، غزير الإنتاج، من الأصناف السوداء المرغوبة في السوق، ثماره كروية الشكل كبيرة الحجم، العنقود كبير الحجم كثيف إلى متوسط الكثافة، القشرة سميكة، حساس لمرض البياض الدقيقي، تلاحظ به بوضوح ظاهرة تشقق الثمار عند النضج.

4- الدراويشي ( الشيوخي):

مبكر النضج، متوسط الانتشار، قصباته لونها مائل للحمرة، أوراقه خضراء يشوبها لون محمر، عناقيده كبيرة متزاحمة الثمار، قشرة الثمرة سميكة مغطاة بطبقة شمعية تعطيها بعض اللمعان، الثمار مستطيلة ونسبة اللب بها عالية، الصنف حساس للأمراض الفطرية والحشرية خصوصاً عثة هريان العنب.

العنب وصناعاته البيتية:

أولاً: الزبيب:


طريقة العمل:

- يتم اختيار الثمار الناضجة ذات اللون الأصفر.

- استبعاد التالف منها والغير ناضج.

- غسل العناقيد بالماء لإزالة الأتربة وآثار المبيدات.

- غمس العناقيد في محلول الزيت القلوي (5 لتر ماء+25 غم بايكربونات الصوديوم+كأس زيت زيتون).

- نشر العناقيد فوق صواني للتجفيف وتكون معرضة للشمس المباشرة.

- تقليب العناقيد بين فترة وأخرى، مع الحرص ليلاً على  إدخالها للغرفة أو تغطيتها بقماش لاستبعاد الرطوبة.

- بعد الوصول إلى التجفيف المناسب، تجمع العناقيد المجففة في منطقة ظل للحصول على منتوج متجانس الرطوبة والحلاوة.

- مدة التجفيف تعتمد على حجم العنب ودرجة حرارة الشمس ووجود تيارات هوائية تساعد على التجفيف.

- تفريط زبيب العنب من العناقيد.

- يمكن فرك الزبيب بزيت البرافين لإعطاء اللمعان.

- تعبئته في عبوات مناسبة.

ثانياً: دبس العنب:



طريقة العمل:

- عنب بمقدار 10 كغم وتربة حور 1 كغم.

- تغسل العناقيد جيداً.

- تفرط العناقيد ذات الثمار الناضجة ويستبعد التالف منها.

- تهرس الثمار وتعصر ويضاف لها تربة الحور من أجل تنقية العصير وإزالة الحموضة منه.

- يغلى العصير خمسة دقائق من أجل تثبيط الأنزيمات وقتل البكتيريا التي تساعد في عملية التخمر.

- إزاله الشوائب التي تظهر على السطح وتركه لمدة يوم لترسيب الحور والشوائب.

- يتم وضع العصير في أواني عالية الارتفاع نسبيا حتى يتم أخذ السائل النقي.

- يوضع العصير الصافي على النار ومع التحريك وتزال الرغوة عن السطح.

- إضافة عصير ليمون أو ملح الليمون بكميات قليلة وذلك لمنع سكر الدبس من التبلور.

- ويستمر الغليان حتى يحدث تغير اللون (الكرملة) وليصل إلى لزوجة معينة ونسبة صلابة باستخدام جهاز قياس التركيز(الفلاكتوميتر) تساوي تقريباً 70بركس.

- يتم اختبار نضج الدبس وذلك بوضع قليل من الدبس في وعاء ويخلط في وسطها بالإصبع فإذا عاد الدبس بسرعة مكان الإصبع يعني أنه يحتاج إلى غلي أما إذا عاد ببطء دل على نضج الدبس ليبرد, ثم يعبأ في عبوات نظيفة زجاجية أو بلاستيكية.

ثالثاً: الملبن:



طريقة العمل:

- ماء بمقدار 2 كوب كبير، حبة البركة، قريش أو صنوبر، يانسون، 4 لتر عصير عنب+ كيلو سميد.

- نضع العنب في كيس من القماش ونضع معه قليل من التراب الأبيض "حوار" ليسحب حموضة العنب ويعصر جيداً ويصفى.

- بعدئذ نضع عصير العنب في "دست" كبير ونغليه على النار لمدة عشر دقائق ثم نصفي عصير العنب في وعاء ثاني للتخلص من بقايا التراب الراسب في كعب الدست.

- نضع عصير العنب المصفى في "الدست" على النار.

- يذاب السميد في وعاء آخر إما بالماء أو عصير العنب بشكل سائل.

- عند غليان العصير يضاف السميد تدريجياً مع التحريك المستمر.

- تضاف حبة البركة أوالقريش أو الصنوبر مع القليل من اليانسون.

- يمد محلول الملبن وهو ساخن على شراشف أو أكياس من النايلون خاصة للملبن بشكل رقيق وبسمك 2-5 ملمتر ونتركه حتى اليوم الثاني في أشعة الشمس.

- عند الحصول على طبقة صلبة نقوم بنشره وتعليقه للتجفيف، وتستمر مدة التجفيف من 7 إلى 21  يوم حسب ظروف المناخ.

- بعد ذلك يقص الملبن إلى قطع مربعة بقياس حوالي 20×20 سم ويطوى ويوضع في أكياس نايلون ويصبح جاهزاً لحين الاستعمال.

رابعاً: العنبية (مربى العنب):


طريقة العمل:

- يفرز العنب من التالف والمصاب بالحشرات.

- يتم فرط العنب من العناقيد وغسلها جيدا.

- وضع العنب في حلة مناسبة والضغط على الحبات حتى يتشقق.

- يوضع على النار حتى الغليان مع ملاحظة طفو بذور العنب على سطح الحلة ويمكن إزالتها.

- يضاف عصير ليمون أو ملح الليمون مع الحركة المستمرة حتى تظهر نقطة النضج.

- يعبأ وهو ساخن حتى بداية عنق المرطبان.

- القفل المحكم وهو ساخن بغطاء معدني ثم تخزينه.

المشاكل التي تواجه زراعة العنب في فلسطين:

تواجه زراعة العنب في فلسطين العديد من المشاكل منها:

1- صعوبة التسويق المحلي والخارجي، بسبب احتكار سلطات الاحتلال للمعابر.

2- ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج بما لا يتلاءم مع المردود المادي.

3- إدخال كميات كبيرة من منتجات المستوطنات إلى الاسواق المحلية.

4- مصادرة الأراضي والطرق الالتفافية، والجدار، والتي قلصت مساحة الأراضي المزروعة بالعنب.

5- الاعتداءات المتكررة من المستوطنين على كروم العنب والفلاحين.

6- الجفاف وقلة المياه.
 
أعلى