بدوره بهاء الدين محمد سرحان منسق مركز خدمات ذوي الإعاقة في الجامعة الإسلامية يقول: "تم إنشاء المركز عام 2000 في بداية الأمر، حيث كان هناك طالبتان وطالبان فقط من ذوي الإعاقة البصرية، ولكن الآن يوجد عدد كبير من الطلاب والطالبات الكفيفين".
ويضيف: "ما يتم تقديمه لهم هو الخدمات الأكاديمية والخدمات التدريبية، وخاصة الخدمات التعليمية، ونحن نقدر بأن الطلاب ذوي الإعاقة البصرية تعتبر مصادر المعلومات لديهم أكبر مشكلة لعدم وجود الكتب والاسطوانات والمكتبات الخاصة، وبالتالي نحن بدورنا قمنا بحل هذه المعضلة من خلال توفير التقنيات المساعدة التي يستطيع الطالب بها أن يستخدم الإنترنت والتواصل مع العالم الخارجي، ويتمكن من استخدام جميع وسائل التواصل الاجتماعي وأصبح الطلب لديه دراية كافية بهذه المعلومات".
ويشير إلى أنه يتم تطوير المركز باستمرار من خلال الدورات والخدمات الأكاديمية، وتوفير (لاب توب) بتقنيات حديثة لكل طالب كفيف، وعقد دورات مكثفة وتدريبه على كيفية استخدام الحاسوب، وتنزيل برنامج الناطق عليه ليتشارك ويتواصل الكفيف مع العالم الخارجي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وليقتحم بوابة (الإنترنت) والمعلومات والمناهج الخاصة به ويعتبر برنامج الناطق ""Talkback القارئ للنصوص بصوت مسموع.
ويتيح تشغيل ميزة Talkback تنشيط عناصر التحكم في الحركة بحيث يمكنك استخدام الإيماءات بأصابعك، بالإضافة إلى ذلك إمكانية الوصول ستتيح قراءة المحتويات المختلفة من صفحات الويب ومواقع التواصل الاجتماعي وهى خاصية مخصصة للمكفوفين وضعاف البصر.
أفنان كحيل تدرس لغة عربية في الجامعة الإسلامية تقول: " عالمنا مليء بالمخاطر والمعوِقات التي علينا الحذر منها والتصدي لها، نحن نعيش في عالم مِلؤه العتمة والظلام، فلا ندرك بصيص النور، حتى لا نكاد ندرك مكاناً نضع فوقه أقدامنا بثقة وثبات، في كل خطوة نتردد خشية مما قد يكون أمامنا من عثرات، لكن ورغم هذا، فإن العزيمة والإصرار تملأ قلوبنا حتى نصل إلى مقاصدنا".
وتكمل حديثها: "كنت أتواصل مع صديقاتي وزملائي في الجامعة عن طريق (الفيسبوك) في البداية وكان هناك بعض الصعوبات في التواصل، ولكن بعد تنزيل برنامج الناطق " Talkback" سهل على الكثير في عملية التواصل".
وتشرح كحيل طريقة استخدام برنامج الناطق بالضغط علي الشاشة استديو أو المكالمات فيتحدث الناطق بمثل ما يتم الضغط عليه بدون قراءته من قبل شخص آخر وبناء علي القراءة يتم التنفيذ، ويمكننا من خلاله التواصل على جميع مواقع التواصل الاجتماعي.
وحسب إحصائية الإغاثة الطبية والجمعية الأهلية لتأهيل المعاقين أن الإعاقات الحركية بلغت 28% والإعاقات البصرية59% وأوضاعهم الاقتصادية سيئة و51% من غير المتعلمين، ونسبة ذوي الإعاقة المنتمين لدرجة قرابة شديدة بلغت 49%.
وتشاركها في الرأي زميلتها الزهراء أبو الكاس تدرس شريعة وقانون في الجامعة الإسلامية حيث تقول: "أعاني من كتابة الكتب المقررة من الكتابة العادية "المبصرة" وعدم مقدرتي على الكتابة بطريقة (بريل)، ولكني استخدم مواقع التواصل الاجتماعي عن طريق الناطق لأن هذا البرنامج سهل علينا الكثير في التواصل مع المجتمع".
وتشير إلى أن جميع كتبها الجامعية مسجلة لصعوبة دراستها بطريقة بريل فتسمعها ومن ثم تدرسها لأنها جديدة علي هذا العالم المعتم، حيث فقدت بصرها بشكل كامل منذ ثلاث سنوات.
واعتبرت أبو الكاس أن مواقع التواصل الاجتماعي ليست دائماً توائم احتياجات الكفيف لأنه غير قادر على رؤية الصورة والناطق ممكن يفصل محتوي الصورة بشكل عام، ولكن إذا كان هناك نص داخل الصورة لا يستطيع قراءته وهنا تكمن الصعوبة.
وأضافت أن جميع الكفيفين والكفيفات يستخدمون طريقة الناطق في التواصل مع العالم الخارجي.
وأنهت حديثها بقولها: إن تطلعاتنا لا حدود لها، وآمالنا تفوق حجم السماء، نود أن نكون عنصراً فاعلاً في بناء وطننا وفرداً مشاركاً في رقي مجتمعنا، سنواجه العقبات ونمحو المستحيل من أجل أن نحقق أهدافنا، ونصل إلى ما لم يصل إليه أحد مَن قبلنا، ونبدع في جميع مجالات الحياة، ونبتكر ما يعيننا ويغنينا عن الحاجة للآخرين، سنطلب العلم ونبحث في كل مجال حتى نصل إلى مراتب عُليا بإذن الله.