التاريخ والجغرافيا - تكونت حضارات قديمة في كل أنحاء العالم، والتي كان لها الأثر الكبير في نشوء وتطور الحياة، وتعتبر الحضارة السومرية أقدم حضارة في تاريخ الإنسانية، حيث نشأت في بلاد الرافدين في الألف السادس قبل الميلاد.

كلمة سومر تعني، ما بين النهرين وسميت بسومر نسبة إلى موقعها، حيث كانت تقع بين نهري دجلة والفرات في العراق، ولكنها امتدت أيضا إلى سوريا ومنطقة الخليج العربي.

أول حرفة كانت على أرض الحضارة السومرية هي حرفة الزراعة، امتهنوا الصيد والبحث عن الأثمار والنباتات البرية، وبعدها عملوا في الزراعة، واستفادوا من الحيوانات، ومن لحومها وحليبها وجلودها، ويعتبر السومريون هم أول من عرفوا دبغ الجلود، واكتشفوا الخياطة وغزل الصوف.

وبهذا أصبحت الحضارة تبني القرى والمدن، وتعمل بالتجارة والثقافة والتراث، وعرفوا الفنون التشكيلية والموسيقى، حيث أنهم اخترعوا الآلات الموسيقية البدائية، وتعتبر الحضارة السومرية هي من نظّمت السلم الموسيقي، كما وعملوا فرق للانشاد في المناسبات وفي دور العبادة.

تعد الحضارة السومرية اكتشفت أوّل أبجدية عرفها التاريخ، حيثُ تم اكتشاف هذه الأبجدية مكتوبة على الألواح الطينية، وسميت بالخط السومري، وقد استمرت الكتابة السومرية حوالي 2000 سنة، وقد استخدموها لغة التواصل بينهم وبين الحضارات الأخرى، كما ودونوها لكي تظل للأجيال القادمة، كما ودونوا تاريخهم باستخدام هذه اللغة؛ حتى تبقى على مر الزمان.

أما في مجالي الطب والهندسة، فقد بنت الحضارة السومرية العديد من القصور الضخمة والأروقة، وقاموا بتخطيط وبناء المدن الضخمة، وتعتبر الحضارة السومرية أول حضارة عرفت الهندسة.

أبدع السومريون في مجالات أخرى متعددة كالصناعة والتجارة والفنون وإدارة شؤون الدولة، كما وقاموا بسن القوانين والأنظمة ونشروها، وهم من أول الحضارات التي استطاعت أن تبني السفن الضخمة، ورسموا خرائط البحار والمحيطات، كما وأتقنوا فن الملاحة، وهم أول من عرف علم الفلك، وكذلك استطاعوا أن يجوبوا حول العديد من الأماكن حول العالم.

وقد عثر على خاتم يعود إلى الحضارة السومرية، مرسوم عليه خارطة تبين المجموعة الشمسية، وتوضح عدد الكواكب العشرة بالاضافة إلى الشمس والقمر، حيث كانوا يعتبرون بأن الشمس والقمر كوكبان، وبذلك يصبح المجموع اثني عشر، كما و كانت الخريطة دقيقة جدا، وتبين مكان كل كوكب بالنسبة للشمس، وبأرقام حسابية دقيقة.

ويعود الفضل في وضع التقويم الشمسي والقمري إلى الحضارة السومرية، كما واكتشفوا مواعيد الفصول السنوية الأربعة، وقاموا بصنع العدسات المقعرة والمحدبة والمرايا المنعكسة.

وقد كانت لهم القدرة في صنع المجوهرات، وسبائك الذهب والفضة.

عثر على صحيفة حجرية منحوتة اسمها ( صحيفة الملك ): وهي من الصحف القديمة المحفوظة في خزائن الملك لهذا سميت بصحيفة الملك ( الرابط في أدناه لصورة تلك الصحيفة).

وقد تم العثور على صحيفة تعود إلى الحضارة السومرية، وتحتوي على أخبار وتفاصيل الحضارة السومرية، وهي منقوشة على الحجارة، ومن الواضح فيها أن السومريون كانوا قد قسموا التاريخ إلى قسمين، فالقسم الأول من تاريخ السومريوت يعود إلى ما قبل طوفان نوح، والقسم الثاني يعود إلى ما بعد طوفان نوح، وقد تم الذكر في هذه الصحيفة القديمة بأن هناك ثلاثة آلهة نزلوا من السماء إلى الأرض، وقد تم رسمهم و كانوا بأجنحة، كما و قد كانت أسماءهم موجودة في هذه الصحيفة.

ومن شدة الغرابة بأن المعتقدات الدينية التي كانوا يؤمنون بها، هي نفس المعتقدات التي يؤمن بها المسيحيون اليوم.

يعود الفضل في تطور الحياة البدائية هذه الأيام إلى الاكتشافات القديمة التي قام باختراعها أقدم الحضارات على وجه الأرض، وعلى الرغم من صمود هذه الآثار لوقتنا الحاضر، فإن هناك نتاجات أخرى دمرها الزمن، فما وصلنا هو القليل، والحضارة السومرية هي أقدم حضارة على وجه هذا الكون، وساهمت في اختراع الكثير من الاشياء، التي لازالت موجودة حتى وقتنا الحاضر، ولولاهم لما تطورت حياتنا بهذا الشكل.
 
أعلى