تقارير -  رائد صادق شاهين - لم يعد مستشفى ناصر في خانيونس جنوبي قطاع غزة، سوى محطةٍ لتحويل معظم الحالات المرضية لسكان المدينة إثر الأعطال المستمرة في المعدات والأجهزة الطبية منذ سنوات. وفقًا لإدارة المستشفى.

المستشفى الذي أنشئ قبل 49 عامًا ويُفترض أنه يقدم خدماته لنحو نصف مليونٍ من سكان خانيونس ورفح؛ فقد رونقه بعدما خلت معظم غرفه من الأجهزة المساعدة أو بقيت مُعطلة لعدم الصيانة، عدا عن النقص المزمن في أصناف الأدوية.

وكان مدير عام الصيدلة في وزارة الصحة بغزة منير البرش قال إن نحو 46 % من أصناف الأدوية لدى الوزارة سجلت صفرًا في المخزون.

ولا يمكن أن يخلو مستشفى يتوافر فيه الحد الأدنى من الأجهزة، من جهاز التصوير الطبقي "CT"، لكنه في مستشفى ناصر معطل عن العمل بشكلٍ كامل منذ عامين لحاجته لتكلفة مالية عالية، لا تستطيع إدارة المشفى تحملها، فيما يعاني جهاز المناظير من عام ونصف من توقف تام.

تلك الأعطال دفعت بالطاقم الطبي لاتخاذ قرار بتحويل معظم الحالات المرضية الواصلة إلى المشفى إلى مستشفياتٍ أخرى في القطاع، وفقًا لمدير المستشفى أيمن الفرا.

كان ذلك على مستوى الأجهزة، أما الغرف التي يعود إنشاؤها للعام 1968 والخالية من الأسرّة ومعدات الجراحة، فلها حكاية أخرى.

ويقول الفرا إن عددًا من أقسام المستشفى الذي يضم غرفتين للعمليات، لا زالت خالية من الأسرّة، فيما تفتقر غرف العمليات والعناية المركزة من المعدات المساعدة لأي جراح. "بعض المرضى ينتظرون إجراء عمليات لأسابيع وأشهر، لكن ليس بوسعنا استيعاب الجميع". يضيف مدير المستشفى.

ومؤخرًا، أضيف للمستشفى الفقير قسمٌ جديد خُصّص للجراحات بقدرة استيعابية تضم 130 سريرًا، إلا أنها غير متوفرة حتى اللحظة، حسبما يقول مدير المستشفى الذي يعاني وباقي المستشفيات من نحو 20 ساعة قطع للتيار الكهربائي يوميًا.

محمد صيام، أحد المرضى المترددين على مستشفى ناصر يقول إنه يتعرض لنوبات صداع شديد ويعاني من عدم اتزان في الدماغ.

ويقول أطباؤه إنه يتلقى فحوصات وعلاجات من منذ أشهر، وقرروا قبل ثلاثة أشهر إخضاعه لصورة مقطعية لرأسه.  لكن استمرار تعطل الجهاز في المستشفى اضطرهم لتحويله إلى المستشفى الأوروبي، الذي كان معطلاً أيضًا لينتهي إلى التوجه للمستشفى الإندونيسي شمال القطاع.

ويقول صيام (47 عامًا) إنه لا يستطيع أصلاً تحمل كُلفة رسوم التصوير المقطعي (85 دولارًا). ويضيف "أعاني آلامًا في الرأس منذ سنتين، واليوم يخبرونني أن عليّ إجراء صورة مقطعية، لكن الأجهزة معطلة".

ويضطر بعض المرضى الميسورين الذين هم بحاجة إلى إجراء صور مقطعية لأجزاء من أجسادهم إلى إجرائها في مستشفياتٍ خاصة، لكن من دونهم مجبرون على الانتظار في طوابير طويلة لا يعلمون متى يصل تصل أدوارهم.

أما فتحي اصليح (26 عامًا) فيُعاني من تقرّحات في معدته، وتضاعفت حالته إلى أن أصبح يتقيأ دمًا، وينتظر دوره لإجراء صورة مقطعية في المستشفى الأوروبي منذ الصيف الماضي بعد أن حصل على تحويلة من مستشفى ناصر.

ويبقى مستشفى ناصر واحدًا من اثنين فقط (مستشفى التحرير للأطفال والولادة برفح) مكلفًا بتغطية خدمات صحية لسكان نصف مساحة قطاع غزة، والأهم أنه ناقص الأجهزة والمعدات ولا زال يعتمد على توزيع المرضى على أسرّة المشافي الأخرى.
 
أعلى