ولقد لعب التقدم العلمي دوراً كبيراً في تطور مختلف فروع صناعة الدواجن. وتعد تربية الدجاج اللاحم (التسمين) من أهم هذه الفروع؛ إذ أمكن -على سبيل المثال- خفض مدة التسمين، والوصول إلى أوزان أعلى في مدة زمنية أقل مما كانت عليه سابقاً. ويعزى ذلك إلى تطور علوم الوراثة، واستنباط سلالات جديدة.
أنواع الدواجن:
الدجاج اللاحم: هو الدجاج الذي يربى لإنتاج اللحوم البيضاء في مدة لا تتعدى دورتها 50 يوماً.
الدجاج البياض: الدجاج الذي يربى لإنتاج بيض المائدة وعادة ما يربى لمدة لا تزيد عن 30 شهراً.
أمهات الدجاج اللاحم: الدجاج الذي يربى لإنتاج بيض مخصب لتفريخه في المفرخات لانتاج الكتكوت اللاحم.
وتتشابه جميع سلالات الدجاج اللاحم المنتشرة، في الأصول الوراثية؛ ولكنها تختلف في التوليفة الناتجة من تهجين هذه الأصول مع أصول أخرى.
ويتميز دجاج التسمين بكفاءة وراثية عالية تمكنه من تحويل مواد العلف إلى لحوم. وللاستفادة من هذه الكفاءة الوراثية الكامنة في الدجاجة؛ يجب تحسين الظروف البيئية المحيطة بعملية التربية؛ لجعلها تتشابه مع الظروف المثلى لحياة الدجاج، وبذلك يمكن الحصول على قطيع جيد وتحقيق أرباح معقولة.
ولا تقتصر الظروف البيئية المحيطة بتربية الدواجن على الظروف المناخية فقط، بل تتعدى ذلك لتشمل النظافة، والتطهير، والتغذية، والإضاءة، والرعاية الصحية، والإدارة السليمة، وغير ذلك من العوامل المؤثرة في عملية التربية.
وعند الشروع في بناء المزارع، يتم اتباع شروط معينة، مثل: اختيار الموقع المناسب، والاتجاه السليم، والأبعاد الملائمة للحظائر، والبعد عن المزارع الأخرى والمناطق السكنية، وقربها من الطرق الرئيسية؛ وتوفير مصدر جيد مستمر للماء الصالح للشرب؛ وتوفير العديد من الشروط الأخرى؛ لذلك ينصح باستشارة المختصين قبل الشروع في تصميم الحظائر والبدء في عملية البناء.
وهناك نمطان متبعان في تصميم مزارع الدواجن، وهما:
*نمط المزارع المغلقة: وتحتاج لتكاليف عالية ولا تناسب ظروف المزارع الفلسطيني.
*نمط المزارع المفتوحة: وهي الأنسب لظروف العديد من المزارعين المحلية، والمنتشرة في بلادنا.
وتحتل الدواجن مركزاً هاماً كمصدر لإنتاج اللحم والبيض، وهما مادتان ذواتا قيمة غذائية ممتازة في غذاء الإنسان.
ويحتل الدجاج مكان الصدارة بين جميع أصناف الدواجن؛ لقدرته على تحويل غذائه إلى بروتين حيواني ذو قيمة غذائية عالية. كما أنه من الممكن تربيتها بأعداد تتناسب وظروف المزارع؛ فقد تكون أعداداً قلية، وقد تصل إلى عدة آلاف، حسب إمكانيات المربي وظروفه.
ويطلق الآن على تربية الدواجن اسم”صناعة الدواجن”. وهى-كأي صناعة- قد يتم التعامل معها خلال مراحل الخدمة، يدوياً أو آلياً بميكنة كاملة .
وتنقسم تربية الدواجن أساساً إلى قسمين:
– تربية الدجاج لإنتاج اللحم (الدجاج اللاحم).
– تربية الدجاج لإنتاج البيض (الدجاج البياض)
وتربية الدجاج لإنتاج اللحم تتم من خلال تسريع النمو منذ المراحل الأولى من عمر الدورة، مع الاتجاه نحو تسمينها إلى أقصى وزن ممكن، وفي أقل مدة ممكنة؛ وهذا يتطلب دقة تامة في رعايتها حتى تصل إلى مرحلة التسويق في أعمار أصغر وبتكاليف أقل، ويعدّ اختيار السلالة المناسبة والقابلة للنمو السريع أهم العوامل التي يجب توافرها لنجاح مشاريع تربية كتاكيت الدجاج اللاحم.
أمراض الدواجن:
تعتبر أمراض الدواجن الفيروسية من أشد العقبات التي تواجه المربي في قطاع تربية الدواجن؛ إذ تنتشر هذه الأمراض بشكل واسع في حقل التربية، لدرجة يصعب السيطرة عليها في كثير من الأحيان.
أهم تلك الأمراض هي:
– مرض النيوكاسل.
– التهاب القصبات المعدي.
– مرض ماريك.
– مرض الجمبورو.
مرض النيوكاسل: هو مرض فيروسي سريع الانتشار، يسبب خسائر اقتصادية كبيرة نتيجة نفوق أعداد كبيرة من قطيع الدواجن. يصيب كتاكيت الدجاج على اختلاف أعمارها بنسبة أقل من الرومي (الحبش). وتزداد المقاومة لهذا المرض مع تقدم العمر.
يظهر مرض النيوكاسل فجأة في كل من الكتاكيت والدجاج اليافع. في الحالة المستوطنة وتكون الأعراض شديدة في الأعمار المبكرة.
التهاب القصبات المعدي: مرض فيروسي شديد العدوى يصيب الدجاج فقط و بكل الأعمار. تكون أعراض الإصابة به أكثر حدة في الأعمار المبكرة. تزداد المقاومة للمرض مع تقدم العمر.
مرض ماريك: مرض فيروسي ورمي، يصيب الدجاج البياض بشكل رئيسي، و يتصف بارتشاح جذوع الأعصاب ومختلف الأعضاء بخلايا ورمية لمفاوية تكاثرية متعددة الأشكال.
مرض الجمبورو: يمكن أن يسمى أيضا “بالفساد الكلوي المعدي” أو “إيدز الطيور”. و هو مرض فيروسي حاد خمجي شديد العدوى، يصيب الكتاكيت الفتية للدجاج بأعمار 3 – 6 أسابيع، وقد يصيب الدجاج طيلة وجود نشاط وظيفي لجراب فابريشس.
و يعدّ التحصين الحل الفعال في الوقاية من أمراض الدواجن الفيروسية.
وفيما يتعلق بإحصائيات مزارع الدواجن في فلسطين:
بلغ عدد أمهات الدجاج اللاحم في الأراضي الفلسطينية 402,623 دجاجة، وبلغ عدد الدجاج اللاحم 33,270,609؛ أما بالنسبة للدجاج البياض، فقد بلغ عددها 1,601,941 طيرًا، فيما بلغ عدد طيور الحبش 533,130 طيرًا، وذلك خلال العام الزراعي 2009/2010.
وتتمثل المشكلات التي تواجه قطاع الدواجن في فلسطين في:
عدم وجود قنوات تسويق بأسعار مشجعة، وضعف التخطيط والتوجيه؛ وتحكم الاحتلال في أسعار الأعلاف وأنواع وسلالات الكتاكيت وأسعار اللحوم، والإنتاج الهائل للدجاج اللاحم والبيض في المستوطنات؛ ونقص الخبرة التي ينبغي أن تتوفر في المزارع، وشح الإمكانيات، وصغر أحجام رؤوس الأموال؛ وبدائية تصميم معظم المسـاكن المستخدمة في التربية؛ واعتماد معظم مـزارع تربية الدجاج اللاحم على النظام المفتوح، وافتقارها لأسس السليمة من حيث التصميم والبـناء، وعدم مراعاة وجود فتحات التهوية الضرورية في مبانيها؛ ما يتسبب في حدوث الكثير من الأمراض، ومنها مرض الجمبورو الفيروسي الذي يصيب الجهـاز اللـيمفاوي للطـيور، إذ أن تخلو مزرعة من هذا المرض، كما أن انتقال المرض من حظيرة لأخرى يتكرر حدوثه في الأفواج المتلاحقة.
وتكمن خطورة إصابة الكتاكيت الصغيرة بعـد الفقس في حدوث تثبيط مناعي شديد أن التأثير المباشر لفيروس المرض، يكون على الخلايا اللـيمفاوية وعلـى الأعضاء الأخرى ذات العلأقة بالجهاز المناعي عند الطيور، وخاصة غدة فابريشيوس والتيموس والطحال، وهذا يؤدي إلى نخفاض مناعة الطيور وعدم قدرتها على مقاومة الأمـراض الأخرى، مثل أمراض الجهاز التنفسي، والكوليرا، والكوكسيديا.
وتشكل ازدحـام الطـيور في العنبر، والتغذية غير المتوازنة، ووجود بعض السموم الفطرية في العليقة؛ أسبابًا تؤدي إلى تفاقم ا?صابة بمرض الجمبورو؛ الأمر الذي يسبب إضعاف استجابة الطيور للتحصين ضد المرض، وزيادة نسبة النفوق بين الكتاكيت المرباة، وخاصة في الأيام الأولى مـن العمر؛ با?ضافة إلى الحد من نمو الطيور الصغيرة؛ ما يعني هدر الأموال في شراء الأدوية والعلاجات اللازمة لتفادي استفحال هذا المرض، وبالتالي زيادة الخسائر ومضاعفتها.
كان يعتقد سابقًا أن فيروسIBDV، غير قابل لإصابة الكتاكيت في عمر 2 ـ 3 أسابيع؛ نتيجة لعامل مقاومة العمرAge resistance إلى أن عرف الشكل تحت السريري والذي يؤدي لحدوث إثباط مناعي وخاصة إذا حدثت العدوى خلال الايام الاولى بعد الفقس.
إضافة لما تقدم، يؤدي لجوء مزارعنا المحلي في العديد من المناطق لعملية التطعيم بمفرده، دون أن يتزود بمعلومات، من مصدر الكتاكيت، تخص برنامج تطعيم الامهات؛ رغم ضرورة هذه المعلومات لتحديد موعد إعطاء الجرعة الاولى من اللقاح المخصص للوقاية من مرض الجمبورو، الذي يهدد جهاز المناعة المكتسبة من الام.
وقد بينت الدراسات أن نسبة النفوق بسبب الجمبورو في شمال فلسطين، تطابق نتائج دراسات أخرى أجريت في دول مجاورة؛ إذ كانت نسبة النفوق تتراوح ما بين %7-%3، كما تبين أن متوسط أعمار الكتاكيت المصابة بالمرض كانت تتراوح مـا بين 3 ـ 7 أسابيع، وأن الاصابات تنتشر في أعمار3 ـ 15 أسبوعاً، وأن عدد الايام النشطة للمرض كانت أيضا متطابقة مع نتائج دراسات أخرى؛ إذ بلغت من 4 ـ 12 يوماً.
وقد تبين أن المرض منتشر في شمال الضفة الغربية من فلسطين؛ ما يحتم ضرورة وضع الترتيبات الكفيلة بالحد من مدى انتشاره، واتخاذ مجموعة من الاجراءات، منها:
• العمل على توفير ظروف تربية جيدة وخاصـة.
• عـدم تعريض القطيع للعوامل المضعفة.
• وا?هتمام بتوفير التدفئة المناسبة أثناء فترة الحضانة، وخاصة في الفصول الباردة؛ لما لذلك من أثار سلبية على أجهزة مناعة الطيور.
• وا?هتمام بوضع أعداد من الطيور بشكل يتناسب مع مساحة العنابر.
• والحرص على وجود نظـام تهوية جيد.
• عدم السماح للزوار والتجار بالتنقل بين المزارع المختلفة؛ خوفًا من العدوى بأمراض المزارع الأخرى.
• والحرص على تزويد المزارع بأحواض التطهير الخاصة بالأشخاص والعربات.
• عدم السماح باستخدام أدوات تم استخدامها في مزارع أخرى إلا بعد تعقيمها.
• عدم تخزين الاعلاف في عنابر التربية نفسها، وتخزينها في مخازن خاصة، مع مراعاة تهويتها، وعدم تخزينها لفـترات زمنـية طويلة؛ بحيث لا تستخدم لاكثر من دورة تربية واحدة؛ للحد من النمو الفطري.
• مراقـبة عنابر التربية من خلال وضع الموانع لمنع القوارض والحشرات من الدخول إليها؛ لـما لها من دور في نقل العديد من الامراض.
• الاهتمام الشديد بموضوع تنظيف وتعقيم العـنابر بعد لانتهاء من كل دورة تربية؛ لأن فيروس المرض يمكن أن يبقى نشيطًا وقابلاً للتجدد وإحداث العدوى في الدورات اللاحقة في المزرعة لمدة لاتقل عن أربعة أشهر إذا ترك العنبر بدون تطهير.
• الاهتمام بـبرامج التحصين الواجب اتباعها ضد هذا المرض، وتحديد الوقت المناسب للتحصين بالجرعات المخـتلفة، مع العلم أن هذا يعتمد على تقدير المناعة الامية (التي يرثها الكتكوت من الأم)، وخاصة للجرعة الاولى التي تؤثر علـى فاعلية اللقاح الحي إذا حصنت به القطعان في وقت مبكر من عمرها.
• كما يجب التأكد فيما إذا كان مصدر القطـيع أمهات محصنة؛ لان ذلك يحدد موعد الجرعة الاولى بالنسبة لقطعان التسـمين، مـع العلم بأنة يتم إعطاء الجرعة الاولى قبل انقضاء الاسبوعين ا?ولين (9 ـ 12 يوم) إذا كان مصدر القطيع أمهات غير محصنه؛ أو في عمر ثلاثة أسابيع ( 18 ـ 24 يوم) إذا كـانت أمهات القطـيع محصنة.
• بالاضافة لذلك يجب المحافظة على سلامة اللقاح، وخاصة أثناء فترة تخزينه ونقلة للمزرعة؛لان الكثير من المشكلات تنتج عن عدم فاعلية اللقاح المستخدم، إما لخطأ ما في تخزينه، أو لخطأ في نقله.
• عدم الإفراط في استخدام المزارعين المضادات الحيوية بـدون استشارة الطبيب البيطري.
• الرقابة العلمية على إضافة المضادات الحيوية للاعلاف المصنعة في مصانع الاعلاف المحلية، لتفادي الآثار السلبية التي قد تصيب أجهزة المناعة في الطيور.
معدلات الاستهلاك من الدجاج اللاحم:
تشير التقديرات إلى أن معدل استهلاك الفرد في الضفة الغربية من الدجاج اللاحم هي 16 دجاجة لكل فرد سنويًا؛ وفي قطاع غزة 12 دجاجة لكل فرد سنوياً؛ وعليه يكون استهلاك الضفة الغربية من الدجاج اللاحم سنوياً ما بين 36-40 مليون دجاجة، واستهلاك قطاع غزة 19 مليون دجاجة سنوياً؛ علمًا أن نسبة الوفيات في مزارع اللاحم بلغت 10%؛ ما يشير إلى ضرورة رفع الإنتاج إلى 40-44 مليون صوص لاحم سنوياً في الضفة الغربية؛ و21 مليون صوص في قطاع غزة.
ويوجد في الضفة الغربية 17 فراخة. وتبلغ الطاقة الإنتاجية لهذه المفرخات 96 مليون بيضة تفريخ سنوياً؛ إلا أن الطاقة المستغلة للإنتاج سنوياً في هذه المفرخات، تتراوح ما بين 52-57%. وبالعودة إلى إحصائية قطاع الدواجن الفلسطيني، نجد أن الطاقة الإنتاجية لمزارع أمهات الدجاج اللاحم في الضفة الغربية تَعِدُ بفائض من إنتاج الدجاج اللاحم.
مؤشرات مزارع الدواجن، 2013
بلغ إجمالي الدجاج اللاحم في فلسطين 31.5 مليون طير؛ وبلغ عدد أمهات الدجاج اللاحم 994.6 ألف طير؛ أما عدد الدجاج البياض فقد بلغ 1.8مليون طير؛ فيما بلغ عدد طيور الحبش 546.4 ألف طير؛ وذلك خلال العام الزراعي 2012/2013م. وفي يوم الإسناد الزمني للمسح (1/10/2013م) بلغت أعداد الدواجن المرباة في فلسطين 4.3 ملايين طير من الدجاج اللاحم؛ وبلغ عدد أمهات الدجاج اللاحم 714.0 ألف طير؛ أما عدد الدجاج البياض فقد بلغ 1.2 مليون طير؛ فيما بلغ عدد طيور الحبش 114.2 ألف طير؛ أما مساحة العنابر العاملة في فلسطين فبلغت 1.432.697مترًا مربعًا.
الدواجن المنزلية:
بلغ عدد الدجاج المنزلي الذي يتم تربيته في فلسطين 258.9 طير؛ وبلغ عدد الحمام 285.6 ألف طير؛ أما الحبش المنزلي (الديك الرومي) فقد بلغ عددها 5.0 آلاف طير؛ وبلغ عدد الأرانب 29.1 ألف أرنب؛ فيما بلغ عدد طيور الفر 2.0 ألف طير؛ وبلغ عدد الدواجن الأخرى 29.7 ألفًا، وذلك كما هو في يوم الإسناد الزمني للمسح 1/10/2013م.