الثروة النباتية - الزيتون - لعبت شجرة الزيتون منذ الأزمان الأولى دوراً هاماً في اقتصاد شعوب البحر الأبيض المتوسط، ويقدر الباحثون أن أصل هذه الشجرة هي آسيا الصغرى، ومنها انتشرت في حوض البحر المتوسط، وفي الغالب فلسطين وسوريا.

عرفت شجرة  الزيتون في جزيرة كريت منذ الألف الرابع ق. م، كما انتشرت زراعتها في مصر في حدود عام 230 ق. م، كما عرفت في فلسطين، ومن الدلائل التي تشير إلى ذلك بذور الزيتون التي وجدت في الحفريات والأماكن القديمة المختلفة، مثل: مجدو وبيسان حيث يصل البعض منها إلى قبل 4000 سنة.

ذُكر زيتون البلاد وزيته في الكتب اليونانية والرومانية القديمة: حيث كتب أرسطو طاليس عن ضابط في جيش الملك "ثلمي فيادلفوس" (277 ـ 27 قبل الميلاد)، يبذل جهدًا كبيرًا في الزراعة، الأرض مليئة بشجر الزيتون، وأشجار أخرى كثيرة مثمرة. في زمن الرومان اجتزت معظم أشجار الزيتون من جبال القدس لبناء الحصون والقلاع.

أما البيزنطيون فقد اهتموا بأشجار الزيتون، ولما حضر الأسباط من شبه الجزيرة العربية، وتعلموا الزراعة، اهتموا بشجره الزيتون كثيراً.
كتب الجغرافي "المقدسي" (985 بعد الميلاد): تكثر كروم الزيتون في عكا والمنطقة المجاورة لها، حيث تعطي ثمار زيتون كثيرة، ومنها يعصرون الزيت. الكمية تزيد عن حاجة المنطقه كثيرا".

في فترة الحكم العثماني للبلاد "1517ـ1917" تجددت قليلا كروم الزيتون، وأثناء الانتداب وجد الأهالي أن الزيتون يشكل مصدرًا مهماً للزيت والأكل، ودخلاً لا بأس به للعائلة. واعتبرت هذه الزراعة زراعة عربية؛ فلا غرابه أن تتركها حكومة الانتداب في زوايا الإهمال والنسيان، وبقيت زراعتها بدائية.

ولا تزال أسماء بعض القرى والأماكن في وقتنا الحاضر تدل على ما كانت تتمتع به من شهرة، منذ التاريخ القديم، باستخراج الزيت من الزيتون، ومنها: قرية "زيتا"، وبيرزيت، ووادي الزيتون.


 
 
أعلى