ما تقدم أحدث عدداً من التساؤلات لدى المصلين، هل الصلاة السابقة مقبولة؟ ولماذا لا يتم تشخيص اتجاه القبلة بالشكل الصحيح من قبل؟ أم أن القائمين كانوا يعملون على "البركة" دون وجود رؤية واضحة؟ وأين دور وزارة الأوقاف أم يترك الأمر إلى المتبرع أو أسرة المسجد التي تفتقد إلى المعرفة الحقيقية باتجاه القبلة؟ وهل للتقنيات الحديثة وأجهزة الـ GPS دور في بيان الخلل السابق؟
هل صلاتي السابقة صحيحة؟
ويقول الحاج أبو نعيم الحلو، إنه يشعر بحالة من القلق بعد اكتشاف أن المسجد الذي اعتاد أن يصلي فيها منذ عشر سنوات فيه انحراف عن القبلة، مما أحدث قلقاً وتساؤلات عديدة بداخله أولها هل صلاتي باطلة وتحتاج إلى إعادة؟
ويكمل لــ" دنيا الوطن" توجهت إلى دائرة الإفتاء وأخبروني بأن صلاتي صحيحة، وأن الخطأ وارد، فالمشرفون على المسجد اجتهدوا قدر الإمكان، ولكن وقع خطأ بسيطة في الانحراف عن القبلة.
الأوقاف مسؤولة
ولكن أحمد الذي حمّل وزارة الأوقاف المسؤولية عن انحراف القبلة في بعض المساجد قائلاً: الأوقاف تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية لأنه عندما وجدت الأجهزة الحديثة التي تحدد المواقع بدقة كان من المفترض على وزارة، أن تستخدم تلك التقنيات منذ ظهورها، وكلما ظهرت تقنيات أحدث استخدمتها في معرف قبلة المساجد، مشيراً إلى أن أغلب المساجد التي تم اكتشافها كانت حديثة البناء أي قبل عدة سنوات فقط والأجهزة الحديثة موجودة منذ فترة طويلة، ويكمل لـ" دنيا الوطن" أن هذا الأمر يعتبر تقصيراً واضحاً ويجب محاسبة الجهة المقصرة داخل الوزارة لأن الأمر مرتبط بالصلاة.
أمر طبيعي
في حين يقول محمود عاشور أنه لم يشعر بالخوف على صلاته التي كان يصليها بأحد المساجد القريبة من مكان عمله، ولا يحتاج إلى إعادة صلاته بعد اكتشافه أن المسجد فيه انحراف عن القبلة، قائلاً: "إن ذلك المسجد قديم جداً وفي الوقت الذي تم بناؤه كانت الإمكانيات بسيطة وأجهزة التكنولوجيا غير متوفرة كما هي في وقتنا الحالي.
ويضيف لــ" دنيا الوطن" مما كان يصعب تحديد القبلة بالشكل المناسب، ولكن اليوم مع وجود أجهزة حديثة كـ GPS أصبح من السهل معرفة القبلة، وهذا أمر طبيعي في ظل عالم التكنولوجيا.
اجتهد فأخطأ
وفي ذات السياق، أكد أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر بغزة الدكتور مازن صباح، أن القائمين على بناء المساجد يتحرون الدقة قدر الإمكان في تحديد القبلة، فإذا تبين فيما بعد أنهم أخطؤوا في تحديد الاتجاه فيجب التعديل على الفور، وتكون بذلك اجتهدوا فأخطؤوا فلا إثم عليهم على ذلك.
ويتابع :"من كان متوجهاً إلى القبلة من المصلين معتقداً أنها قبلة فأخطأ فلا يعيد صلاته وتعتبر صحيحة" ويضيف لأنه لم يقصد الخطأ حيث اجتهد قدر الإمكان فلم يُصب فلا حرج على ذلك.
تلك المساجد قديمة
بدوره، أقر مدير المحافظة الوسطى بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية بغزة الشيخ إبراهيم درويش بوجود العديد من المساجد التي تم اكتشاف أنها غير موجهة القبلة بالشكل الصحيح، مما دفع الوزارة إلى تعديل قبلة تلك المساجد.
وأوضح لـ" دنيا الوطن" أن أغلب تلك المساجد هي قديمة وفي ذلك الوقت لم تكن التقنيات الحديثة التي نعيشها اليوم موجودة لتحديد القبلة بالشكل الصحيح، وقال: هي ليست ظاهرة بل مساجد قليلة التي تم تعديلها، وتابع يحدث هذا الأمر في أي مكان فمثلاً في السعودية اكتشف مسجد غير موجه للقبلة فتم هدمه.
وأشار إلى أن الأجهزة الحديثة كان لها دور كبير خلال السنوات الماضية في تحديد القبلة بالشكل الصحيح، مؤكداً على عدم بناء أي مسجد دون الرجوع إلى وزارة الأوقاف تفادياً لأية أخطاء شرعية.